espace-libre
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الفضاء الحر يرحب بكم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخوللوحة المفاتيح

 

 سيرة الحبيب المصطفى "الجزءالثامن "

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
grand-vision




عدد الرسائل : 114
تاريخ التسجيل : 12/02/2008

سيرة الحبيب المصطفى "الجزءالثامن " Empty
مُساهمةموضوع: سيرة الحبيب المصطفى "الجزءالثامن "   سيرة الحبيب المصطفى "الجزءالثامن " I_icon_minitimeالجمعة 29 فبراير 2008, 18:16

المقاطعة

مقاطعة قريش لبنى هاشم وبنى المطلب
كتابة الصحيفة وما تم فيها ـ المحرم سنة سبع من البعثة - 617 م

رأت قريش أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نزلوا بلدا أصابوا به أمنا واستقرارا ، وأن النجاشى قد منع وحمى من لجأ إليه ، وأن عمر قد أسلم وأعلن على الناس إسلامه ، ولم يرض عن استخفاء المسلمين .

المقاطعة وكتابة الصحيفة :
وإزاء ذلك كله فكرت قريش فى طريقة جديدة تفسد بها على محمد وصحبه غايتهم ، وتقضى بها على المسلمين ومن يناصرهم ويتعصب لهم من بنى هاشم وبنى المطلب فاتفقت على مقاطعتهم مقاطعة تامة ، فلا يتزوجون من نسائهم ولا يبيعون لهم شيئا ولا يشترون منهم ولا يخالطونهم ولا يقبلون منهم صلحا ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل وسجلوا هذه القرارات فى صحيفة ختمت بأختام وعلقت فى جوف الكعبة تأكيدا لاحترامها فيكون الخروج عليها أو عدم الوفاء بما فيها بمثابة الخروج على العقيدة الموروثة .
وكانوا يعتقدون أن سياسة التجويع والمقاطعة سيكون لها من الأثر ما يحقق أغراضهم ، وإزاء تلك المقاطعة الغاشمة الجائرة انتقل كل بنى هاشم وبنى المطلب ومعهم الرسول إلى شعب كان يطلق عليه "شعب أبى طالب " بظاهر مكة يعانون الحرمان ألوانا حتى بلغ من سوء حالهم أن أكلوا أوراق الأشجار ولم يتخلف من بنى هاشم إلا أبو لهب الذى أسرف فى تعصبه للأصنام ، وفجر فى بغضه للإسلام فلم يرع للقرابة حرمة ولا للرحم مودة . واستمرت هذه المقاطعة المروعة ثلاث سنوات متتابعة لم يجرؤ أحد منهم خلالها أن يدخل مكة . ولقد خفف عن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه قسوة المقاطعة ، أنها لم تنفذ على الأشهر الحرم ثم إنه كانت تصلهم فى بعض الأوقات مساعدات سرية كالتى كان يقوم بها "حكيم بن حزام" ابن أخى خديجة إذ كان يحمل إليها الطعام فى ظلام الليل إلى حيث يقيمون فى شعبهم . وكذلك أحس بعض القرشيين بفظاعة ما ارتكبوه من ظلم وقسوة واتفقوا على نقض حلف المقاطعة ، ومن هؤلاء :"هشام بن عمرو القرشى" كان يأتى بالبعير محملا بالطعام فيسير به ليلا حتى يدخله الشعب عليهم ، و"زهير بن أمية" الذى ذهب فى الصباح إلى الكعبة ، فطاف بالبيت ثم نادى فى الناس "يا أهل مكة أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم وبنو المطلب هلكى؟ والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة الظالمة" وأيده فى هذا الرأى بعض العقلاء من القوم ، وجن جنون أبى جهل فى ذلك الوقت وكاد نزاع يقع لولا أن أبا جهل خاف سوء العاقبة فلم يفعل شيئا .

ما تم فى الصحيفة :
وعلم الرسول صلى الله عليه وسلم أن الأرضة (وهى النمل الأبيض) أكلت الصحيفة ولم يبقى منها إلا "باسمك اللهم" واستبشر أبو طالب خيرا مما حصل للصحيفة وعزم على الاستفادة مما حدث لها ، فخرج فى عدد من بنى هاشم إلى الكعبة بين أمل يدفعه ورجاء يترقبه للخلاص من هذا الحصار والتخلص من هذه المحنة ، وهناك خاطب الحاضرين من رؤساء قريش قائلا : "قد وصلنى أن وثيقتكم قد أكلتها الحشرات ، فاكشفوا عنها حتى إذ تحقق قولى كان عليكم أن تكفوا مقاطعتكم ، وإن لم يتحقق فإنى أعدكم بتسليم ابن أخى ، فوافقه الحاضرون من رؤساء قريش على اقتراحه ، وكشفوا عن الوثيقة فوجدوها كما قال أبو طالب قد انمحت كل الكتابة التى كانت عليها عدا ذكر "باسمك اللهم" فتهلل وجه أبى طالب بشرا وعمت وجوه المشركين كآبة ، وأخذ كثير منهم يفكر فى صمت ، وخيم عليهم حزن عميق . ثم دخل أبو طالب بمن معه الكعبة ، وتضرع إلى الله أن يرفع أذى قريش وشرها ، وأن يكشف عن محمد وآله السوء ويخلصهم من تآمر قريش وعنادها ، ثم قفل راجعا إلى الشعب . وقد تشجع بهذه الحادثة هؤلاء الذين عقدوا النية على نقض الصحيفة ، فذهبوا إلى بنى هاشم وبنى المطلب فى مكان حصارهم وطلبوا منهم أن يرجع كل إلى بيته فى مكة آمنا ، وكان خروجهم فى السنة العاشرة من البعثة وكان خروجا عزيزا ، إذ به تأييد الرسول أيما تأييد ، وشعروا معه بأن الله يؤازر محمدا وحزبه ويخذل قريش وباطلها .


حالة الدعوة فى هذه الفترة :

كانت قريش ترجو من وراء هذه المقاطعة أن يعتزل محمد قومه ليصبح وحيدا ويزول خطر دعوته ، ولكن الأمر كان على عكس ما فهموا فلقد ازداد المسلمون إيمانا على إيمانهم وكان النبى صلى الله عليه وسلم فى زمن المقاطعة ينتهز فرصة أشهر الحج فيخرج لدعوة القبائل الآتية إلى مكة فذاع أمر الدين الإسلامى الجديد بين العرب وقبائلها ، مما جعل الإسلام ينتشر ذكره فى شبه الجزيرة العربية بعد أن كان حبيسا بين جبال مكة ، فلقد رجعت وفود الحجيج إلى بلادها تحمل خبر ظهور نبى اسمه محمد يدعو إلى الإسلام وترك عبادة الأصنام .

وفاة عمه أبى طالب والسيدة خديجة رضى الله عنها :
لم يتمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك السلام مدة طويلة من الزمن إذ لم تمض عدة شهور على انحلال حلف المقاطعة حتى فاجأت محمدا فى عام واحد مفاجأتان اهتز لهما قلبه : وهما موت أبى طالب ، ومن بعده زوجته السيدة خديجة رضى الله عنها وذلك فى العام العاشر من البعثة النبوية.

وفاة عمه أبى طالب :
كان أبو طالب بن عبد المطلب من أشد الناس دفاعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقد صبر طويلا على مناصرته ووقف حياته على تأييده وحمايته . وضحى بنفسه وراحته من أجل محمد الداعى إلى دين يخالف دينه ، كما كان درع محمد صلى الله عليه وسلم عند البأس وحصنا له عندما تهم قريش بإيذائه ، وبردا وسلاما عليه حين تشتعل نار العداوة والبغضاء . فلما مرض واشتد به المرض وبلغ قريشا ذلك أخذ رؤساؤهم يفكرون ويتساءلون ماذا سيكون من أمرهم بعد وفاة أبى طالب؟ وأخذوا يقولون إن حمزة وعمر المعروفين بشدتهما وبطشهما قد أسلما ، ودعوة محمد قد شاعت فى قبائل قريش كلها ، فذهبوا إلى أبى طالب وقالوا له : يا أبا طالب إنك منا حيث قد علمت ، وقد حضرك ما ترى ، وقد علمت الذى بيننا وبين ابن أخيك فادعه فخذ له منا ، وخذ لنا منه ، ليكف عنا ولنكف عنه ، وليدعنا وديننا وندعه ودينه ، وكأنهم بذلك أرادوا أن يوسطوا أبا طالب وهو فى المرحلة الأخيرة من حياته للتوفيق بينهم وبين محمد . ولقد جاء محمد صلى الله عليه وسلم إلى عمه أبى طالب والقوم عنده فعرض عليه أبو طالب رغبتهم فقال صلى الله عليه وسلم :"يا عم ، كلمة واحدة تعطونيها تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم" فقال أبو جهل : نعم نعم وعشر كلمات . قال : "تقولون لا إله إلا الله وتتركون ما تعبدون من دونه" فصفقوا بأيديهم ثم قالوا : أتريد يا محمد أن تجعل الآلهة إلها واحدا؟ إن أمرك لعجيب ، ثم قاموا ، فقال أبو طالب : "والله يا ابن أخى ما رأيتك سألتهم شططا" (1).
وقد طمع النبى صلى الله عليه وسلم فى إسلام أبى طالب خاصة بعد أن رأى منهم ما رأى ، وبعد أن سمع منه الكلمة الحقة : "والله يا ابن أخى ما رأيتك سألتهم شططا" وتمنى النبى إسلامه فهو الذى كفله ودافع عنه إلى آخر لحظة من حياته فقال صلى الله عليه وسلم "يا عم قلها" أى الشهادة ، أستحل لك بها الشفاعة يوم القيام ، فقال أبو طالب : لولا مخافة المنية وأن تظن قريش أنما قلتها جزعا من الموت لولا ذلك لقلتها ، ومات كافرا وقد قارب الثمانين من عمره . وطلب الرسول صلى الله عليه وسلم الرحمة من الله سبحانه وتعالى والمغفرة لأبى طالب ، فأنزل الله تعالى : " مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ". التوبة آية 113.


وفاة السيدة خديجة رضى الله عنها :توفيت السيدة خديجة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضى الله عنها ، فحزن عليها النبى حزنا شديدا ، ولا غرابة فى ذلك فهى أول امرأة صدقت النبى فيما جاء به عن ربه ، وأذهبت مخاوفه أول ما جاءه الوحى .وتفاءلت له وبه خيرا وبددت حيرته حين ذهبت به إلى ورقة بن نوفل الذى بشره بأن الذى يأتيه هو ملك الوحى الذى كان يأتى الرسل من قبله فهونت عليه كل شىء وأزالت من نفسه كل خشية . ودفعت عنه الكثير من الأذى لما لها من الجاه فى عشيرتها بنى أسد . وأدخلت عليه السكينة والأمان برقة نفسها وطهارة قلبها ، وقوة إيمانها ، وقد استغنى الرسول صلى الله عليه وسلم بما لها ليتفرغ إلى أعظم رسالة لهداية البشرية وكفاها فخرا وشرفا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بعض حديثه :"وقد آمنت بى إذ كفر الناس وصدقتنى إذ كذبنى الناس ! وواستنى بمالها إذ حرمنى الناس ، ورزقنى الله ولدها إذ حرمنى أولاد النساء" .


أثر وفاة أبى طالب والسيدة خديجة رضى الله عنها :ولقد كان لوفاة عمه أبى طالب وهو من عرفنا موقفه من الرسول صلى الله عليه وسلم والسيدة خديجة رضى الله عنها من الأثر ما جعل قريشا تطمع فى الرسول ، فتتابع الأذى عليه ، ونالت قريش منه فاشتد به الأمر ورماه بعض سفهائهم بقاذورات ألقاها عليه وهو فى طريقه إلى بيته ، ورمى آخر التراب على رأسه فرجع إلى بيته وقامت فاطمة ابنته وجعلت تغسل التراب عنه وهى تبكى فكان يقول لها : "لا تبكى يا بنية ، فإن الله مانع أباك" وتعلقت به كفار قريش مرة يتجاذبونه ويقولون له أنت الذى تريد أن تجعل الآلهة إلها واحدا؟ وكان صلى الله عليه وسلم يقول: "والله ما نالت منى قريش شيئا أكره حتى مات أبو طالب" .

تــــــــــــــــــــــابــــــــــــــــــــع


منقوووووول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيرة الحبيب المصطفى "الجزءالثامن "
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
espace-libre :: نصرة النبي "صلى الله عليه وسلم" :: علمهم من هو النبي-
انتقل الى: