espace-libre
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الفضاء الحر يرحب بكم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخوللوحة المفاتيح

 

 سيرة الحبيب المصطفى الجزء التاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
grand-vision




عدد الرسائل : 114
تاريخ التسجيل : 12/02/2008

سيرة الحبيب المصطفى الجزء التاني Empty
مُساهمةموضوع: سيرة الحبيب المصطفى الجزء التاني   سيرة الحبيب المصطفى الجزء التاني I_icon_minitimeالجمعة 29 فبراير 2008, 17:58

أشهر الحنفاء (1)

وقد أشرنا فى كلامنا السابق إلى ما كان عليه العرب من وثنية فاسدة ، وعبادة باطلة تنفر منها الطباع السليمة والعقول الحرة ، وأنه من الثابت أن الكثرة من العرب عبدوا الحجارة والأصنام لا على أنها صاحبة الخلق ، بل على أنها وسيلة تقربهم إلى الله ، قال الله سبحانه وتعالى : " مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى " . سورة الزمر آية 3 .
فالله تعالى كان معروفا لهم ، وكلمة الله كانت تتردد على ألسنتهم ، ومعروف أيضا أن والد النبى  كان يسمى عبد الله ، وكان هناك عدد منهم لم تعجبهم عبادة الأصنام إذ يرون أنها لا تنفع ولا تضر ، ولا تملك لنفسها شيئا ، وأن هناك قوة قادرة تمد العالم بالحياة وأن هذه المعبودات التى آمن بها العرب لا توصلهم إلى الله الحق أبدا ، ولذلك أخذوا يبحثون بعقولهم عن الله سبحانه وتعالى .

وإليكم بعضا من هؤلاء الباحثين عن التوحيد :

1- ورقة بن نوفل بن عبد العزى : ابن عم السيدة خديجة بنت خويلد زوجة النبى ، فكر فى شأن هذه الأصنام ، اللات والعزى وأنها حجارة لا تستطيع أن تدفع عن نفسها شيئا ، فاعتقد ببطلان عبادتها وخالف قريشا فى معتقداتهم وعبد الله وحده ، ثم اعتنق النصرانية ودرس أسس الديانة المسيحية مع الذين خالطهم من أهل الكتاب .

2- زيد بن عمرو بن نفيل : ابن عم عمر بن الخطاب ، ترك عبادة الأصنام وصار يطوف ببلاد العرب وما جاورها ، يبحث عن دين إبراهيم عليه السلام حتى هداه الله تعالى إليه ، وكان يقول : " اللهم لو أنى أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به ، ولكنى لا أعلمه ثم يسجد على راحلته (2) " وكان يسند ظهره إلى الكعبة ويقول : " يا معشر قريش والذى نفسى بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيرى " وهو الذى قال بعد أن ترك عبادة الأصنام :
أرب واحـد أم ألــف رب أدين إذا تقسمت الأمــور
تركت اللات والعزى جميعـا كذلك يفعـل الرجل البصير
فلا للعزى أديــن ولا ابنتيها ولا صنمى بنى عمرو أزور
ولكـن أعبـد الرحـمن ربى ليغفـر ذنبى الرب الغـفور
ولم يدرك زيد الدعوة المحمدية بل مات قبلها بقليل .


البيت الحرام وتعرض الأحباش له

كان البيت الحرام مثابة للناس وأمنا منذ بناه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ، ولقد ظل مثابة التوحيد ومنبع النور والهداية مدة طويلة من الزمن ، ثم تسربت إليه الوثنية فى عهد قبيلة خزاعة فكانت الأصنام تحيط به من كل جانب وكان العرب يعبدون هذه الأصنام ويحجون إليها فى كل عام . ولما استولى الأحباش على بلاد اليمن وكانوا يدينون بالمسيحية ، بنوا كنيسة بمدينة صنعاء وعملوا على نشر هذا الدين فى شبه الجزيرة العربية حتى يضعف أمر الوثنية ، وقد غضب العرب الوثنيون لذلك فذهب أعرابى إلى هذه الكنيسة ولطخ جدرانها بالأقذار إهانة لها وتحقيراً لشأنها ، وحينئذ أقسم أبرهة الحبشى ليهدمن الكعبة كى ينتقم لدينه ويغسل هذه الإهانة. وتحرك جيش أبرهة متخذا طريقه إلى مكة وأصاب فى طريقه مائتى بعير لعبد المطلب بن هاشم سيد قريش فى ذلك الوقت ، وكانت غاية أبرهة أن يهدم الكعبة فحسب ولم تكن غايته الحرب والقتال ، فذهب إليه عبد المطلب وطلب منه أن يرد المائتى بعير التى أصابها فى طريقه فغضب أبرهة وقال له : أتكلمنى فى مائتى بعير ولا تكلمنى فى البيت الذى جئت لهدمه وهو دينك ودين آبائك !! فأجاب عبد المطلب : إنى أنا رب الإبل وإن للبيت ربا سيمنعه ويحميه ، فرد أبرهة قائلا : ما كان ليمتنع منى . فأجاب عبد المطلب : أنت وذاك ، فرد أبرهة على عبد المطلب المائتى بعير التى أصابها . وانطلق عبد المطلب إلى قريش فأخبرهم الخبر وأمرهم بالخروج من مكة إلى شعف الجبال والشعاب ثم تعلق عبد المطلب بحلقة الكعبة وأستارها وأخذ يقول :
لا هم إن العـبـد يـمنـع رحلـه فامنـع رحـــالك
وانصر على آل الصلـيـب وعابـديـه الـيــوم آلـك
هــم جـردوا لك جمعـهم والفيل كى يسبوا عيـالك
إن كنـت تاركهـم ومـــا فـعلوا فـأمر مـا بدا لك
وقد بدأ جيش الحبشة فى الهجوم تتقدمه الفيلة بشكلها المهيب المخيف ، وما كان هذا الجيش القوى ليغلب من ضعف وقلة ، لولا قدرة القوى القاهر التى تجلت فى تلك الآية الكبرى الباقية على الدهر ، إذ أرسل الله عليهم طيرا من البحر أمثال الخطاطيف مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها ، حجر فى منقاره وحجران فى رجليه أمثال الحمص والعدس لا يصيب أحدا إلا هلك ، وقد ذعر الأحباش واستولى عليهم الرعب والذهول ، فخرجوا هاربين يسألون عن الطريق إلى اليمن فقال أعرابى رآهم فى هذه الحيرة بعد ما أنزل الله عليهم العذاب :
أين المفر والإله الطالب والأشرم المغلوب ليس الغالب
وظلوا يتساقطون فى الطريق كأوراق الشجر وأصيب أبرهة فى جسده ، وخرجوا به معهم وجسمه يتآكل ويسيل منه الدم والقيح الكثير حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر فما مات حتى انشق صدره عن قلبه ، وكان ذلك جزاء وفاقاً لغروره وحمقه .
وإلى هذا الحادث الغريب يشير الله تعالى بقوله فى سورة الفيل :
" أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِى تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُول (5)" . (1)
هكذا حمى الله بيته الحرام من عدوان الظالمين لأنه البيت العتيق الذى كان مصدر الهدى والنور منذ رفع قواعده إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ، فلما تغيرت الأحوال وعبد العرب الأصنام وتركوا النور وتخبطوا فى الظلام ، شاء الله ألا يطول عليهم الأمد فى هذا الظلام وأراد بهم الخير فحمى هذا البيت من عدوان الأحباش ليعود إليه مجده التليد (القديم) ويتلألأ النور فيه من جديد ، على يد نبى الإسلام محمد بن عبد الله  الذى ولد فى هذا العام .

تــــــــــــــــــــــــابع


منقووووووووول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيرة الحبيب المصطفى الجزء التاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
espace-libre :: نصرة النبي "صلى الله عليه وسلم" :: علمهم من هو النبي-
انتقل الى: