espace-libre
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الفضاء الحر يرحب بكم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخوللوحة المفاتيح

 

 سيرة الحبيب المصطفى " الجزء الاول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
grand-vision




عدد الرسائل : 114
تاريخ التسجيل : 12/02/2008

سيرة الحبيب المصطفى " الجزء الاول Empty
مُساهمةموضوع: سيرة الحبيب المصطفى " الجزء الاول   سيرة الحبيب المصطفى " الجزء الاول I_icon_minitimeالجمعة 29 فبراير 2008, 17:41

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين محمد وعلى اله واصحابه الطاهرين .المبعوث رحمة للعالمين ,هادي الأمه وشفيعها .
هذه سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم نضعها بين يديكم تزين صفحات منتدانا بطهرها وعظمتها , ومرجع قريب لكل من تسائل وسأل .... نسأل الله ان اكون قد وفقت في الجمع ووسامحوني على اي تقصير ....



حاله العرب قبل الاسلام
نبـذة عن حـالة العــالم قبـل الإســلام
كانت شبه الجزيرة العربية محصورة بين دولتين كبيرتين هما دولة الفرس ودولة الروم. وكانت هاتان الدولتان تتحكمان في العالم في ذلك العصر الجاهلي وكانتا على جانب كبير من الرقي والمدنية ولكن فيهما فساد كبير من الناحيتين الدينية والاجتماعية.
فبلاد الفرس كانت تنتشر فيها المجوسية وهي عبادة النار، وهم يقولون : إن الذي يتحكم في العالم إلهان : إله الخير وإله الشر، وقد انقسموا إلى مذاهب مختلفة ولكل مذهب أنصار يعادون ويناوئون أنصار المذهب الآخر.
وبلاد الروم كانت تنتشر فيها المسيحية وقد انقسم المسيحيون إلى طوائف وكل طائفة تناهض الأخرى وتعاديها ، فكان منهم من يقول : إن عيسى ليس له جسد ولكنه طيف يتبدى للناس ، ومنهم من يقول : إن فيه ناحيتين : ناحية إلهية وناحية إنسانية ، ومنهم من كان يعبد مريم ، وقد سبب هذا الخلاف الديني بلاء كبيرا وشرا مستطيرا.
وأما من الناحية الاجتماعية فقد كان الناس في بلاد الفرس والروم طبقتين ، أولاهما : طبقة الحكام والرؤساء وهم عدد قليل ضئيل ، وثانيتهما : طبقة المحكومين المرءوسين وهم الغالبية العظمى والكثرة الساحقة ، وكانت الأغلبية المحكومة تقاسى الجور والظلم من الأقلية الحاكمة ، إذ كانوا يرهقون بالضرائب الفادحة ، ويعاملون معاملة العبيد ، أو بعبارة أخرى كانوا يزرعون ويكدحون والرؤساء والحكام يحصدون ويتمتعون ، وكانت نتيجة ذلك أن تطلع الشعب فى بلاد الفرس والروم إلى الخلاص من هذا الظلم والطغيان وإلى تحقيق الحرية والإخاء والمساواة . وقد كانت الحرب بين الفرس والروم سجالا ، فأحيانا ينتصر الفرس وينتزعون جزءا من أملاك الروم . وأحيانا ينتصر الروم فينتزعون جزءا من أملاك الفرس وقد كانت آخر تلك الحروب هى التى أشار الله إليها فى قولـه تعالى : " الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِى أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِى بِضْعِ سِنِينَ للهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (6) ". سورة الروم
وقد صدق الله وعده بعد ذلك بنصر المؤمنين ، فانتصر الإسلام وانتشر فى بلاد الفرس والروم ، وعم نوره العالمين .
العرب قبل الإسلام ـ حالتهم الاجتماعية والدينية
وصف بلاد العرب :
تقع بلاد العرب فى الجنوب الغربى من قارة آسيا ويحدها من الشمال فلسطين وبادية الشام ، ومن الجنوب المحيط الهندى وخليج عدن ، ومن الشرق الخليج العربى وبلاد العراق ، ومن الغرب البحر الأحمر ، ومساحتها تبلغ مليونا وسبعمائة ألف كيلو متر مربع . وهذه البلاد الواسعة المساحة المترامية الأطراف يحيط بها الماء من ثلاث جهات ، وهى : الشرق والجنوب والغرب ، ولذلك سميت شبه الجزيرة العربية وهى بلاد صحراوية مجدبة فى أغلب أجزائها ، ليس بها من الأماكن الخصبة إلا بلاد اليمن ، وبعض الوديان الواقعة فى نجد والحجاز وهى وديان قليلة لا تسد حاجة السكان . وقد وجدت قديما فى بلاد اليمن بعض الممالك مثل مملكة "سبأ" ومملكة " حمير " ولكن النظام القبلى كان سائدا الأرجاء من شبه الجزيرة العربية .
من هم العرب ؟
العرب أمة سامية ترجع فى نسبها الأول إلى " سام بن نوح " – عليه السلام – وقد سموا عربا لأنهم لم يزالوا معروفين بين الأمم بالإعراب وهو البيان فى الكلام والفصاحة فى المنطق (1) ، وقيل سموا عربا بالنسبة إلى يعرب بن قحطان جد العرب العاربة فإنه أول من نطق باللغة الفصحى وأخذها عنه أهل اليمن . وقد قسم المؤرخون العرب إلى ثلاثة أقسام :
1- عرب بائدة .
2- عرب عاربة .
3- عرب مستعربة .
فالعرب البائدة : هم الذين بادوا أى محيت آثارهم ولم يصلنا من أخبارهم إلا النزر اليسير ، ومنهم عاد وثمود ، وقد ذكرت قصتهم فى القرآن الكريم ولكنها مجملة ليس فيها تفصيل شامل.
والعرب العاربة : وهم الذين جاءوا على أثر العرب البائدة ويرجعون فى نسبهم إلى يعرب بن قحطان ، وينتمون إلى سام بن نوح عليه السلام .
وأما العرب المستعربة : فيرجعون فى نسبهم إلى إسماعيل عليه السلام ، وهم عرب من جهة الأمهات لا من جهة الأباء ، لأن أباهم إسماعيل غير عربى ولكنه تزوج من قبيلة جرهم العربية فسمى أبناؤه عربا مستعربة ، وقد نشأوا فى مكة ومنها انتقلوا إلى شبه الجزيرة العربية.
حالتهم الاجتماعية والدينية :
1- الحالة الاجتماعية :
الحالة الاجتماعية هى حالة المجتمع من ناحية العلاقات القائمة بين أفراده . وسنذكر تلك العلاقات وبخاصة علاقة الرجل بالمرأة ، لأن الرجال فى الأمة شطرها ، والنساء شطرها الآخر ، ولأن الرجل والمرأة أساس الأسرة وأساس الأمم والشعوب . ولقد كانت العلاقة بين الرجل والمرأة فى الجاهلية علاقة محبة واحترام إلى حد كبير ، فالرجل كان يحب المرأة ويحترمها ، وذلك أنه يتحدث عنها باهتمام فى أشعاره وخطبه ويذكرها دائما بما يدل على التعظيم والإجلال ، فكان يقول لها : يا أم فلان بدل أن يذكرها باسمها تكريما لها وصونا لكرامتها وكان يسميها ربة البيت أى صاحبة البيت ، وكان يستشير ابنته إذا أراد أن يزوجها فلا يرغمها على الزواج بمن تكره بل ينفذ رغبتها كما تحب وتريد .
ومن ذلك ما كان من أوس بن حارثة الطائى فلقد جاءه الحارث بن عوف المرى خاطبا إحدى بناته فاستشار الصغرى فرضيت فزوجها . وكان الرجل يرتبط بالمرأة بعقد زواج بعد رضائها ورضاء أوليائها وبعد أن يتفقوا على مهر معين ، وكانوا يعددون الزوجات ، ولم يكن حد معروف لعددهن ، وكانوا يُطَلِّقون ، وإذا أراد الرجل أن يطلق زوجته يقول لها : الحقى بأهلك ، أو ما يماثل ذلك ، وفى بعض الأحيان يكون للمرأة الحق فى أن تطلق نفسها ، وطلاق المـرأة كان يعرف بأنها تحول باب بيتها المصنوع من الشعـر أو الوبــر أو الجلــد إلى عـكس جهتها الأصلية ، ولكن الغالبية من العرب كانت تجعل حق الطلاق للرجل .
وكانت توجد بين العرب عادة " وأد البنات (1)" ولكنها لم تكن منتشرة إلا فى القبائل الوضيعة ، وكانوا يفعلون ذلك خشية الفقر أو العار .
وفى هذا يقول الله تعالى : " وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِى التُّرَابِ أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59) " . سورة النحل .
ويقـول تعـالى : " وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْأً كَبِيرًا (31) " . سورة الإسراء . " أى خشية وخوف الفاقة والفقر" .
ويقول تعالى : " وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (Cool بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9) " . سورة التكوير .
وكان بعض العقلاء من العرب لا يرتضى هذا العمل القبيح وهو وأد البنات فكان يجىء إلى الرجل الذى يريد قتل ابنته ويقول له : لا تقتلها أنا أكفيك مئونتها . وكان صعصعة "جد الفرزدق " يشترى البنت ممن يريد وأدها خشية الإملاق فأنقذ عددا كبيرا منهن فى أيام الجاهلية. أما علاقة الرجل بأبنائه فكانت علاقة محبة . وهذا أمر طبيعى بين الأب وأبنائه إلا أن العربى بصفة خاصة كان يعتز بأبنائه الذكور " لأنهم القوة التى تشد أزره ، وتجعل الغير يخشاه ولا يستهين به " .
وعلاقة الرجل بأخوته كانت علاقة تضامن وتعاون . إذ كان الأخ يتضامن مع أخيه ولو كان على الباطل فكانوا يقولون : " انصر أخاك ظالما أو مظلوما " . بمعنى كن مع أخيك ولو كان ظالما وساعده ضد الغير ولو كان الغير مظلوما . وأما علاقة القبيلة بالقبيلة الأخرى فقد كانت فى الغالب علاقة كراهية وعداوة شديدة ، إذ كانت كل قبيلة تحب أن تتميز عن غيرها . وتريد أن تكون أكثر مالا وأعظم جاها وسلطانا من القبائل الأخرى وقد أدى ذلك إلى قيام المنازعات والمشاحنات بينهم فكانت حياتهم كلها فى حرب وقتال . وبذلك يتضح لنا أن العلاقة بين أفراد القبيلة الواحدة كانت علاقة تضامن وتعاون ، أما العلاقة بين كل قبيلة وأخرى فكانت علاقة عداوة وخصام وذلك مما جعل الأمة العربية مفككة الأوصال ، مهددة بالفناء والزوال ، لولا أن تداركها الله سبحانه وتعالى بالإسلام .
علوم العرب ومعارفهم :
إذا نظرنا إلى العرب فى العصر الجاهلى فإننا نجد التعليم فيهم يكاد يكون معدوما ، ولم يكن يعرف القراءة والكتابة منهم إلا عدد قليل ، إلى درجة أننا نستطيع أن نقول عنهم : أنهم قوم أميون . إلا أنهم كانوا يعرفون الأشياء التى يحتاجون إليها فى بيئتهم الصحراوية ولهم فى ذلك علوم خاصة بهم . فكانت لهم تجارب خاصة بالإبل عرفوا منها ما يطرأ عليها من أمراض كما عرفوا العلاج الناجع لهذه الأمراض ، ومن علومهم التجريبية "علم القيافة " وهو اقتفاء الأثر فإذا ارتكب شخص جناية تتبعوا آثار أقدامه فى الرمال وكانوا يميزونها عن غيرها ويعرفـون صاحبهـا مهما بعـدت المسافـة ، ولهم فى ذلك مهـارة غريبة تفـوق الوصـف فكــان هؤلاء القوم يقومون مقام إدارة المباحث فى هذه الأيام . وكانوا يعتمدون فى الطب على التجارب ويعرفون الأمراض التى يتعرض لها سكان الصحراء العربية كبعض أنواع الحميات ، ويكاد يكون الكى بالنار هو الدواء الوحيد لجميع الأمراض عندهم ، وعلى الجملة فإن العرب كانوا فى علومهم ومعارفهم أقل من الأمم الأخرى التى كانت تجاورهم .
2- الحالة الدينية :
كانت الديانة المنتشرة فى شبه الجزيرة العربية فى العصر الجاهلى ( وهو عصر ما قبل الإسلام ) هى الديانة الوثنية وهى عبادة الأصنام ، وقد ذكر الله عز وجل فى كتابه الكريم بعض هذه الأصنام ، وبين سفه العرب الذين كانوا يقدسونها حيث يقول الله سبحانه وتعالى : " أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِىَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى (23)" . (1) سورة النجم .
وكان أهل مكة يحجون إلى هذه الأصنام ويقدمون لها القرابين ، وكان لا يجوز أن تقتلع أشجار من حماها ولا يصاد صيد ، ولا يراق دم آدمى فيها تعظيما لشأنها وتقديسا لها حتى إن العرب كانوا يضيفون إليها أسماءهم ، فكان عبد العزى من الأسماء الشائعة عندهم والمحبوبة لديهم .
وكانت الكعبة فى ذلك العصر الجاهلى مقر الوثنية إذ كانت تحيط بها الأصنام من كل جانب وكان أعظمها عندهم : " هبل " وهو تمثال من العقيق الأحمر على شكل إنسان مكسور اليد اليمنى وقد أدركته قريش وهو مكسور اليد اليمنى فصنعت له يدا من ذهب . أما عقيدتهم فى تلك الأصنام فقد كانوا فريقين : فبعضهم كان يعبدها على أنها تشفع لهم عند الله وتقربهم إليه. ويقولون إذا سئلوا عن الخالق الرازق إنه هو الله ، وإذا سألوا عن الأصنام يقولون : " مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى " . سورة الزمر آية 3 .
وبعضهم كان يعبدها على أنها هى الآلهة التى تضر وتنفع ، وتعطى وتمنع ، وتحيى وتميت ، وهؤلاء عامتهم وضعفاء العقول منهم . وقد نشأت عبادة الأصنام على ظهر الأرض منذ عهد "قابيل بن آدم" فقد روى أن وداً ، وسواعاً ، ويغوث ، ويعوق ، ونسرا ، كانوا قوما صالحين فى عهد بنى قابيل بن آدم ولكنهم ماتوا جميعا فى شهر واحد ، فجزع عليهم أهلوهم . وقال رجل منهم : يا قوم هل أصنع لكم خمسة أصنام على صورهم غير أنى لا أقدر أن أجعل فيهم أرواحا ؟ قالوا نعم ، فنحت لهم خمسة أصنام على صورهم ونصبها لهم فكان الرجل يأتى أخاه وعمه وابن عمه فيعظمه ويسعى حوله ، ولما تطاول عليهم الزمان نسوا أن هذه التماثيل صور أولئك الذين ماتوا من قديم الزمان ، فعبدوهم واتخذوهم آلهة ، وقد بعث الله سبحانه وتعـالى (نوحا) بعـد ذلك فأمرهم بترك عبادة هذه الأصنام فلم يستجيبوا له وكـذبـوه فـأخـذهم الطوفان ، ونجى الله تعالى نوحا ومن معه ، وما آمن معه إلا القليل .
وقد كانت عبادة الأصنام فى شبه الجزيرة العربية متأثرة بمثل هذه الظروف ، فهى تماثيل قديمة لبعض العظماء الذين اشتهروا بمميزات خاصة دفعت الناس إلى تخليد ذكراهم وبتطاول الزمن نسى الناس أنها تماثيل واعتقدوا أنها تشفع لهم عند الله وتقربهم إليه ، بل اعتقد بعضهم أنها آلهة. وكان هناك قوم فى اليمن يعبدون الشمس وهم الذين ذكر الله قصتهم فى القرآن الكريم مع سليمان عليه السلام فى قوله تعالى – حكاية عن الهدهد : " إِنِّى وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَىْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ (24) " . سورة النمل .
وكان هناك طائفة من العرب يعبدون النار وهم "المجوس" وقد انتقلت إليهم هذه الديانة من الفرس الذين كانوا يجاورونهم . وكانت هناك ديانات أخرى كاليهودية فى "يثرب وخيبر" والمسيحية فى "الحيرة وغسان" .
وهكذا كانت شبه الجزيرة العربية فيها أديان مختلفة ولكن الغالبية العظمى والأكثرية الساحقة كانت تدين بالوثنية ، وقد ظهر فى شبه الجزيرة العربية عدد قليل من الناس أدركوا بعقولهم فساد هذه الأديان جميعا ووصلوا إلى توحيد الله تعالى .
قصة إسماعيل عليه السلام فى مكة
نشأ إبراهيم عليه السلام فى بلاد العراق ، وفيها دعا قومه إلى توحيد الله عز وجل وترك عبادة الأصنام ، وقد عاش مدة طويلة دون أن يرزقه الله بولد من زوجته (سارة) وكانت سارة حزينة من أجل ذلك فحملتها شفقتها على زوجها إبراهيم وحبها له أن تهب له جاريتها (هاجر) وقالت له : "إنى حرمت من الولد ، فعسى الله أن يرزقك منها غلاما تقر به عينك" وقد حقق الله تعالى آمال (إبراهيم) وزوجته (سارة) فحملت (هاجر) وولدت (إسماعيل) وكان أبوه إبراهيم فى السادسة والثمانين من عمره ، ثم أوحى الله تعالى إليه فأخذ هاجر وطفلها بأمر من الله تعالى وانتقل إلى شبه الجزيرة العربية حتى وصل بها إلى المكان الذى نبعت فيه بئر زمزم وكان واديا مجدبا لا زرع فيه ولا ثمر ، ولما هم بالرحيل قالت له هاجر إلى من تكلنا؟ قال : إلى الله واستودعتكما إياه ، فقالت :آلله أمرك بهذا؟ قال : نعم ، قالت : إذن لا يضيعنا ، ثم انصرف إبراهيم من عندهما وهو يقول :
" رَّبَّنَا إِنِّى أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهوِى إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)" . سورة إبراهيم .
وبقيت هاجر مع طفلها فنصبت لها عريشا . وكان معها شىء من الطعام والشراب قد تركه معها زوجها إبراهيم ولما نفذ ما لديهما من الماء عطش إسماعيل عطشا شديدا فجعلت أمه تبحث له عن ماء وأخذت تتردد بين الصفا والمروة سبع مرات فلم تجد شيئا ، فرجعت آسفة حزينة ولكن حزنها لم يلبث أن انقلب سرورا واطمئنانا حين رأت الماء ينبع من تحت أقدام إسماعيل ، فشرب وحمدت الله وأقام بهذا المكان ، وسمى ذلك النبع العظيم الذى أكرم الله به هاجر وإسماعيل " بئر زمزم " .
وكان " بنو جرهم " بواد قريب من مكة فلما تفجر ماء زمزم لزمت الطير الوادى حين رأت الماء ، فلما رأت جرهم الطير لزمت الوادى قالوا : ما لزمته إلا وفيه ماء . فجاءوا إلى هاجر وقالوا : لو شئت فكنا معك فآنسناك ، والماء ماؤك ، فقالت نعم . فكانوا معها حتى شب إسماعيل وماتت هاجر فتزوج إسماعيل منهم .
ويذكر المؤرخون أن إسماعيل تعلم اللغة العربية منهم هو وأولاده وأستأذن إبراهيم زوجته سارة أن يزور هاجر فأذنت له فقدم وقد ماتت هاجر فذهب إلى بيت إسماعيل فقال لامرأته : أين صاحبك؟ قالت : ليس هاهنا ذهب يتصيد ، وكان إسماعيل يخرج للصيد ثم يرجع . قال إبراهيم هل عندك ضيافة؟ ، قالت : ليس عندى ضيافة وما عندى أحد ، فقال إبراهيم : إذا جاء زوجك فأقرئيه السلام وقولى له : فليغير عتبة بابه ، وجاء إسماعيل فقال لامرأته : هل جاء عندك أحد ؟ قالت : جاء لى شيخ صفته كذا وكذا ووصفته بأوصاف فيها استخفاف بشأنه – فعرف أنه أبوه قال : فماذا قال لك؟ قالت : قال : أقرئى زوجك السلام ، وقولى له : فليغير عتبة بابه ، فطلقها وتزوج جرهمية أخرى . فلبث إبراهيم حينا من الزمن ثم أستأذن سارة أن يزور إسماعيل فأذنت له حتى انتهى إلى بيت إسماعيل فقال لامرأته أين صاحبك؟ ، قالت : ذهب يتصيد. فسألها عن عيشهم فقالت : نحن بخير ثم قالت له : انزل حتى أغسل رأسك فلم ينزل ـ قالت : فأتيت له بإناء فاغتسل دون أن ينزل ، ثم قال لها : هل عندك ضيافة؟ ، قالت: نعم وجاءت له باللحم واللبن والشراب ، وأكرمت وفادته ، فدعا لهما بالبركة . وقبل أن ينصرف من عندها طلب منها أن تقرىء زوجها السلام وتقول له : قد استقامت عتبة بابك . فلما جاء إسماعيل وجد ريح أبيه فقال لامرأته : هل جاءك أحد؟ ، قالت : نعم شيخ هو أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا فقال لى : كذا وكذا ، وقلت له : كذا وكذا . وغسلت رأسه ، وهو يقرئك السلام ويقول لك : قد استقامت عتبة بابك . وقد ثبت لدى العلماء أن عدنان وهو الجد العشرون للرسول يمتد نسبه إلى إسماعيل عليه السلام .

منقول عن عازف الناي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيرة الحبيب المصطفى " الجزء الاول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
espace-libre :: نصرة النبي "صلى الله عليه وسلم" :: علمهم من هو النبي-
انتقل الى: