على طفلٍ صغير، يرتدي ملابس بالية، ممزقة يطلب حســــنة، فكيف أرده وقد تعلمنا أن لا نرد سائلاً في الطريق؟. أمطرني بدعوات وصلوات لي ولأهل بيتي، فرق له قلبي وفتحت له الباب لأعطيه ما فيه القسمة والنصيب، لكنه أصبح زائراً مستديماً، نقدم له الطعام والشراب والكساء والدواء، وتعرف على الجيران، فقدموا له المساعدات والإعانات مقابل الدعوات.
مرت الأيام، وجاء حر فصل الصيف الوهاج فطلب الاحتماء، فأمرت أن تفتح له الأبواب ويحل كضيفٍ لنا بالجوار، فأتى بجيشٍ من المتسولين ليحتلوا المكان، وانتهى فصل الصيف، وجاء فصل الشتاء، وأصبح خروجه من المبنى محالاً، ليحميه من الرعود والأمطار طوال اليوم ومن البرد القارس ليلاً، واستمر الحال كما هو لسنوات، وأصبحت إقامته في المبنى حقاً مكتسباً له ولأتباعه وجاراً بالإكراه يأمر ويصرخ لتلبى له الطلبات، ونسي الخروج للتسول في الطرقات، ونسي الصلوات والدعــوات التي كانت تصطحبنا في كل صباح.
احتمينا بالشرطة لطرده بالقوة، فأثبت بالنصب والاحتيال حقه في المكان، وقدم أوراقاً مزورة وإثباتات ملفقة، وأصبحت القضية معلقهً، لأن "القانون لا يحمي المغفلين"!!
إيناس لطفي - البحرين
اعتقد ان كل قصة لها ايحاءاتها و كل قارئ يعطي تحليلا وتفسيرا مختلفا عن القارئ الاخر حتى ان الكاتب في بعص الاحيان يفاجئ ان نصه ومن خلال تحليل القراء له حمل ابعاد وقيم لم يفكر فيها هو نفسه ولا قصدها. لكن اظن ان هده القصة المعبرة لا يمكن ان يختلف على ايحائها احد فكلنا نعرف من هو المتسول الدي اصبح صاحب حق مزعوم ومن هو الكريم الدي سلب حقه واصبح ضائعا تائها منكلا به.