espace-libre
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الفضاء الحر يرحب بكم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخوللوحة المفاتيح

 

 القصص القرآني - تأملات في أصحاب الكهف(1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نانا

مشرف علوم القران والحديث
 مشرف علوم القران والحديث
نانا


عدد الرسائل : 42
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

القصص القرآني - تأملات في أصحاب الكهف(1) Empty
مُساهمةموضوع: القصص القرآني - تأملات في أصحاب الكهف(1)   القصص القرآني - تأملات في أصحاب الكهف(1) I_icon_minitimeالثلاثاء 01 أبريل 2008, 17:26



تأملات في أصحاب الكهف(1)
تأملات في أصحاب الكهف(1)

· جاءت قصة أصحاب الكهف تسلية وتسرية وتثبيتا لقلب رسولنا -صلى الله عليه وسلم-
· كان نزولها في العهد المكي حيث لقى الرسول e ومن آمن معه كثيرا من المحن والابتلاءات على طريق الدعوة الذي حُفًّ بالعقبات والمكاره .
· نزلت هذه القصة وما زال المسلمون الأوائل يلقون أشد صنوف البلاء ويتذوقون من العذاب ألوانًا وأنكالاً، ومن السخرية والاستهزاء أشكالاً، ومن الصدود والإعراض نصيبًا على يد الفئة الظالمة الغاشمة .
· نزلت هذه القصة على القلوب المستضعفة بردًا وسلامًا تروي شغافها وتقوي دعائمها.
· نزلت لتكون حجة ساطعة تشهد بصدق هذا النبي الأمين .
· جاءت برسالة موجهة إلى أهل الكتاب أنَّ هذا القرآن فيه فصل الخطاب وخير الجواب لكل ما يطرحونه من تساؤلات .
· لقد كادت نفسه -صلى الله عليه وسلم- تذهب حسرات وتهلك غمًا وهمًا من أحوال قومه الذين جاءهم بالحق المبين لكنهم في غيهم سادرون وفي ضلالهم يعمهون، فجاءت القصة لتنبه الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى أن يترفق بنفسه فإنه يؤدي ما عليه من واجب البلاغ وأمانة الرسالة، وليتذكر أنَّ الهداية من الله يمنحها من يستحقها. قال تعالى: ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفً﴾ [الكهف:6]
فالهداية من الله، يختص بها من يشاء، وأمامنا قصة أهل الكهف أولئك الفتيان الذين ملأ الله قلوبهم بالإيمان وهداهم إليه بالفطرة والبرهان وزادهم هدى على هدى لما توجهوا إلى ربهم بصدق سائلين إياه أن يهيئ لهم طريق الهدى والرشاد ويوجههم إلى التوفيق والسداد قال تعالى: ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴿6 إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا ﴿7 وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ﴿8 أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ﴿9 إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴿10 فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ﴿11 ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا ﴿12 نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴿13 وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴿14 هَؤُلاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴿15 وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا ﴿16 وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدً

المناسبة بين القصة والمحور العام للسورة :
· لما بين الله -عزَّ وجل- أن ما على الأرض من زينة إنما هو للابتلاء والامتحان الذي يبرز معادن الناس ويجلي عن قصدهم وهمتهم نحو العمل الصالح قال تعالى: ﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا ﴿7 وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا [1]﴾ لما بين الله تعالى ذلك ضرب أمثلة تكشف عن موقف الناس من زينة الدنيا، فبدأ بقصة أصحاب الكهف الذين لم يغتروا بزينة الشباب وزينة الأهل والعشيرة وزينة الأبهة والسلطان بل تركوا كل هذه الملذات وأعرضوا عن جميع الإغراءات وهجروا الأهل والخلان في سبيل الله جل في علاه .
· ثم جاءت قصة صاحب الجنتين الذي غره المال ولم يحمد الله عليه بل ازداد بطرًا وأشرًا، في حين نجح صاحبه في الابتلاء حيث عرف حقيقة هذه الدنيا الفانية، فكان له ناصحا أمينًا وواعظًا بليغًا. [2]
· ثم يأتي التعقيب على هذه القصة مبينا حقيقة الدنيا الفانية وما فيها من زينة تسلب القلوب وتأسر النفوس وتصرفها عن غاية وجودها وعاقبة أمرها. [3]
· وإذا كان هناك من يغتر بالمال أو بالولد فإن هناك من يغتر بالوعود الكاذبة والأماني الباطلة التي يمني بها إبليس اللعين هذا العدو القديم الذي أظهر عداوته قديما يوم أن امتنع عن السجود لآدم قال تعالى ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَل﴾ ومن أشد أسلحة إبليس اللعين سلاح التزيين فكم من معصية زينها، وكم من بدعة حسنها وكم من طاعة صرف الناس عنها وكم من ضلالة زخرفها ، وكم من توبة سوًّفها .

· ثم يورد لنا السياق حقائق ساطعة وسننا ربانية وقضايا عقدية حول الألوهية والرسالة واليوم الآخر وسنن الله الماضية والجارية في الأمم.[4]
· ومن الناس من يغتر بنعمة العلم بل وربما ظن أنه أعلم الناس وهنا تأتي قصة موسى والخضر عليهما السلام لتبين أن العالم مهما بلغ من العلم فإن هناك من هو أعلم منه ومهما أوتينا من العلم فما قيمته وما قدره أمام علم علام الغيوب !
· ثم يضرب الله مثلا لمن لم يغتر بالقوة والسلطان العبد الصالح ذو القرنين الذي وظف ملكه وسلطانه في نشر الدين ورفع الظلم عن المظلومين ورد الطغاة الباغين، وكان كلما جدد الله له نعمة جدد لها شكرا وردها إلى المنعم عز وجل.[5]
· ويجدر بنا هنا أن نقارن بين الملك الظالم الذي سلب قومه عقولهم وغصبهم حريتهم فأطرهم على الكفر أطرا وبين الملك الغاصب الذي يسرق أموال رعيته ويغتصب ممتلكاتهم قال تعالى على لسان الخضر عليه السلام ﴿أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبً﴾ وبين الملك الصالح الذي مكنه الله في الأرض فأقام ميزان العدل والإحسان وأزال سلطان الكفر والطغيان وعاش الناس في عهده في راحة وأمان إنه ذو القرنين رحمه الله .
· كما نقارن بين عهدين: عهد ساد فيه الكفر والفساد، وعهد أشرقت فيه شمس الهداية وأضاءت أنوار العدالة، مملكة كافرة تجعل الكفر لها سبيلاً ودستورًا، ومملكة مؤمنة تجعل الإيمان لها منهجًا ودستورًا.
شتان بين مشرق ومغرب
· ولنقارن أيضا بين صاحب الجنتين الذي اغتر بجنتيه وجحد النعمة وتمادى في الضلال وبين صاحبه الذي يذكره بالله، وبين صاحب الجنتين وبين ذي القرنين الذي يتذكر دائما فضل الله عليه ورحمته به ويلهج دائما بحمده تعالى على ما أولاه من النعم وأسداه من الكرم، وكيف وظف هذه النعم في نشر الحق والفضيلة في أرجاء الأرض. ﴿ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ﴿94 قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ﴿95 آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ﴿96 فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴿97 قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّ
· من هنا تتجلى لنا الصلة بين قصة أصحاب الكهف وبين القصص الأخرى التي انتظمتها هذه السورة الكريمة حيث تدور حول الابتلاء بزينة الدنيا وموقف الناس منه .

وبضدها تتبين الأشياء
· وإذ قد بينت لنا السورة حقيقة الزينة الفانية التي جعلها الله امتحانا وابتلاء ليبلونا أينا أحسن عملا فلقد جاءت الآيات توضح لنا الزينة الحقيقية الباقية وهي في نعيم الجنة الباقي وما يقرب إليه من الباقيات الصالحات، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا ﴿30 أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ﴾، وقال سبحانه: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَل﴾، وقال جل وعلا: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا ﴿107 خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَل

وجه آخر للمناسبة
· ومن أوجه المناسبة بين قصة أصحاب الكهف و المقاصد الرئيسية لسورة الكهف أنها خطت لنا طريق النجاة من الفتن حيث تعرض الفتية لفتنة عظيمة عصمهم الله منها، حين سعى الملك إلى فتنتهم في دينهم واستغل سلطانه في مساومتهم على الحق وإغرائهم بكل المغريات كما استخدم فتنة التهديد والوعيد فضلا عن فتنة الضغوط العائلية؛ فهم من أسر لها مكانتها ووجاهتها، فعصمهم الله تعالى من كل تلك الفتن لما خلصت نيتهم وصفت سريرتهم وصدق توجههم إلى الله تعالى .
· وهكذا نجد السورة الكريمة تبرز لنا طريق النجاة من جميع الفتن فتنة السلطان وفتنة الأهل والعشيرة وفتنة المال وفتنة الولد وفتنة العلم وفتن الأعداء وفتنة إبليس اللعين وفتنة العلم والملك والولد من خلال قصة أصحاب الكهف وصاحب الجنتين وقصة موسى مع الخضر، وفتنة القوة والتمكين من خلال قصة ذي القرنين، وفتنة يأجوج ومأجوج وفتنة الفرق الضالة الناكبة عن الحق كالخوارج وغيرهم والذين قال عنهم رب العالمين في ختام سورة الكهف ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا ﴿103 الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴿104 أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا﴿105ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا
· لذلك فلا عجب أن نجد من خواص هذه السورة الكريمة ومن جملة فضائلها أنها عصمة لقارئها من الفتن :
· روى الإمام مسلم في صحيحه بسنده عَنْ أَبِي الدّرْدَاءِ أَنّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوّلِ سُورَةِ الْكَهْفِ، عُصِمَ مِنَ الدّجّالِ".[6]
· وعن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه أن النبي -صلى اللّه عليه وسلم- قال: (من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين)[7].
فهي نور وضياء لقارئها تبدد ظلمات الفتن وهي عصمة لقارئها من فتنة عظيمة ألا وهي فتنة المسيح الدجال عصمنا الله منها؛ وذلك من ثمرات قراءتها،ومن خلال ما قدّمَتْه من مفاتيح للتعامل مع مغاليق الفتن وتحصينات من الاغترار بزينة الدنيا وزخارفها، وبهارج الباطل وأهله .

سبب نزول هذه القصة
ذكر ابن إسحاق أن قريشا بعثوا النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود وقالوا لهما: سلاهم عن محمد وصفا لهم صفته وأخبراهم بقوله؛ فإنهم أهل الكتاب الأول، وعندهم علم ليس عندنا من علم أنبياء؛ فخرجا حتى قدما المدينة، فسألا أحبار يهود عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ووصفا لهم أمره، وأخبراهم ببعض قوله، وقالا لهم: إنكم أهل التوراة وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا. فقالت لهما أحبار يهود: سلوه عن ثلاث نأمركم بهن، فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل، وإن لم يفعل فالرجل متقول، فروا فيه رأيكم؛ سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول، ما كان أمرهم؛ فإنه قد كان لهم حديث عجب، وسلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبؤه. وسلوه عن الروح، ما هي ؛ فإذا أخبركم بذلك فاتبعوه فإنه نبي، وإن لم يفعل فهو رجل متقول فاصنعوا في أمره ما بدا لكم. فأقبل النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط حتى قدما مكة على قريش فقالا: يا معشر قريش، قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد -صلى الله عليه وسلم- قد أمرنا أحبار يهود أن نسأله عن أشياء أمرونا بها، فإن أخبركم عنها فهو نبي، وإن لم يفعل فالرجل متقول، فروا فيه رأيكم. فجاءوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا محمد، أخبرنا عن فتية ذهبوا في الدهر الأول، قد كانت لهم قصة عجب، وعن رجل كان طوافا قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها، وأخبرنا عن الروح ما هي؟ قال فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أخبركم بما سألتم عنه غد) ولم يستثن. فانصرفوا عنه، فمكث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يزعمون خمس عشرة ليلة، لا يحدث الله إليه في ذلك وحيًا ولا يأتيه جبريل، حتى أرجف أهل مكة وقالوا: وعدنا محمد غدا، واليوم خمس عشرة ليلة، وقد أصبحنا منها لا يخبرنا بشيء مما سألناه عنه؛ وحتى أحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث الوحي عنه، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة، ثم جاءه جبريل عليه السلام من عند الله عز وجل بسورة أصحاب الكهف فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم، وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية، والرجل الطواف، [8] وورد ذكر الروح في سورة الإسراء .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نانا

مشرف علوم القران والحديث
 مشرف علوم القران والحديث
نانا


عدد الرسائل : 42
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

القصص القرآني - تأملات في أصحاب الكهف(1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: القصص القرآني - تأملات في أصحاب الكهف(1)   القصص القرآني - تأملات في أصحاب الكهف(1) I_icon_minitimeالثلاثاء 01 أبريل 2008, 17:29

البقية في الاسبوع القادم تابعوا معنى سلسلة اصحاب الكهف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القصص القرآني - تأملات في أصحاب الكهف(1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
espace-libre :: ألشريعة والحياة :: علوم القران-
انتقل الى: